القلعة فى عهد السلاطين البحرية

القلعة فى عهد السلاطين البحرية

لقد شهدت القلعة فى عهد السلاطين البحرية (1250-1382 م) تغيرات بارزة واسعه أكثرها لا سيما كان فى عهد الملك الظاهر ركن الدين بيبرس و السلطان قلاون وابنه الناصر محمد بن قلان

أعمال الظاهر بيبرس بالقلعة (1250-1279 م)

فى الحقيقة لا ندرى كيف إتسع وقت الملك الظاهر بيبرس ليحكم ملكه الواسع ويدير شئون دولته ويقود الجيوش الظافرة ضد المغول والصليبين والروم فى أرجاء آسيا الصغرى والشام وأعالى الفرات .

وإن دل هذا على شئ فهو أنه أحد أفراد ذلك الطراز النادر ليس من سلاطين مصر بل ملوك العالم أجمع.

ملخص أعمال الظاهر بيبرس بالقلعة

1- أنشأ دار الذهب (القاعة الظاهرية)  وهى قاعة عظيمة تفنن بعمارتها وزخرفتها حتى كادت تبلغ الغاية وبنى برحابه قبة  محموله على اثنى عشر عمود من الرخام صور فيها سائر حاشيته وأمرائه على هيئتهم .

2- أقام طابقين مطلين على رحاب  الجامع (الذى كان موجودا قبل أن يهدمه السلطان الناصر محمد بن قلاون  ليدخله فى الجامع الذى أقامه 718 هـ ) .

3- أنشأ برج الزاوية المجاورة لباب القلعة (باب المدرج) واخرج منها رواشن وبنى عليها قبه وزخرف سقفها وأنشأ جواره طباقا لمماليكه وداراً كبيراً إتجاه باب القلعة لإبنه الملك السعيد لإنه كان يكره سكنى الأمير بالقاهرة  مخافة من حاشيته على الرعيه .

4- دار العدل (661 هـ ) ومكانها اليمين الداخل للقلعة الذى يشغلها ميدان سارية العلم وكان يجلس بها السلطان لعرض العساكريومى الأثنين والخميس .

القلعة من الداخل

أعمال السلطان قلاون (679 هـ - 1278 م)

كان أول مبنى شيده قلاون فى القلعة - القبه - التى أقامها فى الرحبه الحمراء بالقلعة المحروسة عام (685 هـ - 1286 م)  وذلك بمباشرة الأمير علم الدين المنصورى فجائت من عجائب الأبنية التى ما عمر مثلها ملك فى مملكة من الممالك  لما بهذه القبة من الأعمدة الكبار والصغار الملونة والمذهبة وعددها أربعة وتسعون عمودا خارجاً من الروقات و ألصق بها من الذهب ألفان وثلث مائة دست (قطعة) ذهبا مصرياً ومن الرخام ما لا تحصى قيمتها وفى أروقتها دونت وصف قلاع السلطان قلعة قلعة وحصنا حصنا ببحارها وسهولها وأنهارها وجبالها.

وورد أن قبة قلاون هذه هيئت على أنقاض قبة بيبرس التى هدمت فى رجب عام (685 هـ) وانتهى العمل من الثانيه فى شوال من نفس العام .

ويعزى إلى قلاون بناء دار النيابة فى عام (687 هـ - 1288 م) الذى قطنها الأمير حسام الدين طرنسطاى ومن بعده نواب السلطنة ولقد أنشأ قلاون أشتاتاً من الأبنيه ليسكنها ممالكيه كما هيأ برجا على مقربه من باب السر .

القلعة من الداخل